حين تقرأ الإحساس الراقي تشعر بأهمية تلك المشاعر الشفافة، وبشموخ الموهبة، وروعة الإبداع.. فالشعر العفيف النظيف يبقى مع مرور السنين مثل الذهب، يحفظه جيل بعد جيل، ولا ينمحي عبر الزمان والمكان، فتبقى تلك الأحاسيس والقوافي الجميلة تخاطب عقولنا، وتسكن قلوبنا، ويحلو لنا ترديدها.
فالأحاسيس.. هي عاطفة إنسانية تنبع من الأعماق، وتنبض بها القلوب، وتترجمها القوافي، فنستمتع كثيراً عندما نقرأ أو نسمع تلك الروائع من الأحاسيس النقية والشفافة وهناك العديد من الشعراء والشاعرات من تفجرت مشاعرهم بالآلام والحسرات، وذاقوا المرارة والحرمان في حياتهم، فأصبحت قلوبهم تئن، وأحاسيسهم تعبر عن جروحهم وآلامهم وأحزانهم.. الذي يجعلنا نقف احتراماً لشاعريتهم الفذة ومدى تمكنهم من الشعر.. فالصدق في الأحاسيس فن قائم بذاته نجد فيه موهبة الشعر الحقيقي ومن تلك الأشعار الجميلة نختار هذه الأحاسيس والقوافي للشاعر سعود الشبرمي:
تهددني.. تحب ثاني
وتنسى الحب.. وتنساني
نسيت انك في كم مره
عجزت انك تحداني
أنا أتحداك.. أنا أتحداك
إذا عزمت في فرقاك
إذا شفت المفارق جد
تتوب تقول لي.. بنساك
أبيك تجرب الهجران
أبيك تروح للنسيان
أعرفك.. لو قسيت ورحت
تجيني محترق ولهان
حبيبي لو قدرت تروح
تفضل وبتعد مسموح
مسامح ما يجيك اللوم
مصيرك لي تجي مجروح
يا كل الناس. وعيوني
يا أغلى من يحبوني
أنا ما أظن لو لحظه
تعيش العمر من دوني
يا عمري لو زعلت.. أهدأ
وخل الصمت لك... مبدأ
أنا ما أبيك بالتجريح
إذا طال العتب.. تبدأ
لعينك... ذي بمررها
ولكن.. لا تكررها
ولو عاودت هالتهديد
بشعلها... وكبّرها
صحيح إن العتب قاسي
كبير.. ويجرح إحساسي
ولو أخطيت.. صدقني غرامك.. تاج في راسي